ماذا بعد ..........؟
مقتل
أمان والخطيب جريمة وطنية مُجلجلة اهتزت لها كل الضمائر الحية وقد كشفت هذه
الحادثة مدى تخاذل الجهات الأمنية ليس في القبض على الجُناة فقط بل أيضا في طريقة
التعاطي الانتقائي مع القضايا بــــ دافع مناطقي وحزبي مقيت .
أكثر من
أسبوعان والجُناة مازالوا طُلقاء بل وصل حد تبرير الجريمة الضغط على أسرة القتيلين
وعدم التعاطي مع الدعوات والمسيرات التي خرجت من أجل الانتصار للعدالة كـــ مدخل
لبناء وطن مدني تتساوى فيه الآدمية خارج محسوبيات وثُقل القوى التقليدية والنافذة
...
قد يقول
قائل أن الفشل الذي يُلاحق الوفاق الوطني لم يتنصر لــــ جريمة قضية قتل عمد في
وضح النهار ولم يستطع أن يحمي كابل كهربائي من العبث فكيف يُمكن أن يقود قضايا
مصيرية للبلد في وقت ضيق وحرج كهذا ...!
النضال
الوطني وسرب الثورات العابرة إن لم يؤسس لدولة عدالة بكل تأكيد لن يؤسس إلا لدولة
دعابات ودولة عصابات تُكلل بـــ مهرجانات حزبية خائبة تفشل في أول اختبار لها في
مواجهة روح الشارع الغاضبة ...
ماذا
بعد كُل ذلك ......؟
الحوار
الوطني مازال في أولى محطاته وقد ظهر عُجز أعضائه حتى في احترام بعضهم والتعاطي مع
حالة النقاش الحضاري المُمكن الذي يفضي إلى فكفكه وتشريح أزمات البلد تمهيدا
لإيجاد رؤى مُشتركة لحلها ..!
حالة
الضُعف هذا تعيشه كُل النخب السياسية مصحوبة بــ صراع حزبي داخل التكتلات نفسها
وقد ظهر هذا الصراع بعد موقف شريك من للقاء المشترك من مقتل أمان والخطيب في رؤيته
من ضرورة الانتصار للقانون في مُقابل حملة تشهير بـــ وزراء هذا الشريك كمن يقول
قائل كُلنا فاسدون وما في أحد أحسن من الآخر .....
ماذا
بعد ....؟
مُسلسل
السُقوط للوفاق ومحسوبيته وضعف وهشاشة الوضع الأمني في أعلى مُستوياتها ......
تحولت
البلد في يوم وليلة إلى محمية ومُستعمرة أمريكية تقتل المواطنين اليمنيين الأبرياء
دون حساب بحُجة الانتماء للقاعدة وكأن أكبر خطاء أقترفه هذا اليمني هو أنه مُسلم
ضف إلى حالة الخطيئة في إسلامه أنه من شروط دخوله الجنة هو تسنين وتشييع الشارع
وقتل أوردة الناس بالتعبئة الإعلامية الخاطئة والانجرار وراء حالة العُنف والضياع
في تأسيس لخطاب ديني مُريع ....
نحن شعب
لم نعد بحاجة لوسيط بيننا وبين الله ولا نحتاج لإبراز هوية انتماء دينية ولا تحالف
يقتل أبنائنا ويستبيح سيادة البلد في ظل هذا التهاوي المُريع ......
اليمن
بين مرحلتي تحول :
الانجرار
للعُنف كــ مرحلة مفصلية تلي مُتحاوري موفنبيك وما يُمكن أن يُؤسسوا من خطاب
تحريضي جديد يودي إلى تأزيم القضايا العالقة ونقاشها وفق سقف محسوم مُسبقا ...
أو
البدء بالاعتراف بالخطاء الفادح في حُكم القوى التقليدية واللصوص والعابثين للبلد
الذي أمتد بـــ أكثر من بند في قانون الظُلم الوطني .....
لا حُلم
ولا حُرية ولا ديمقراطية إن لم تتوفر الرؤى التي تنطلق من مفاهيم البناء الوطني
وعلى أسس صحيحة تفضي إلى لملمة كُل هذا الشتات الوطني الفاضح واختزاله بــ دولة
نُظم وقوانين عادلة تقتضي السير في التطبيق الصحيح خارج محسوبيات ومُربعات
الصنميات الساذجة ....
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق