المُغادرة فُرادى وجماعات
القيادة
السياسية تتقمح اليوم بين المُرتبك الذي لم يستطع أن يؤدي دور المُنقذ لمئات أو
رُبما لــ ملايين اليمنيين العالقين بين نار الكفيل وخوفهم من العودة خاليي الوفاض
وبين ما يُمكن أن تُقدمة هذه القيادة من داخل الغُرف المُستعجلة والمُغلقة بـــ
رديف لص يجيد نهب خيرات البلاد وإمكانية استيعابهم في حُوش وطني أو حزبي كما
عودونا كي يختزلوا مأساة أبنائهم العائدين والذين يُشكلون البوابة الأمامية لدعامة
هذه القيادة ودعامة كُل الأسر اليمنية .
اليمن
اليوم يثبت دون أدنى شك أنه بلد غير صالح لـــ العيش , غير صالح للاستقرار إن لم
يكُن مدعوماً برافعات قبلية وعسكرية قادرة على النهب والسرق لـــ محوسبيات من أُسر
وعائلات مُعينة إن لم نقل أن نسبة 80% من أبناء البلد من بداية التاريخ الجُمهوري
لم يشعروا بانتمائهم للبلد بقدر ما شعروا بإنتمائهم لـــ لصوصها وشُيوخها البارعين
في نشلها .
كُل
اليمنيين اليوم يتشابهون في الغضب , في إيجاد البدائل لكارثة مُحتملة والتي من
المُمكن أن تُعطل راتب المُعلم والعسكري وتُقلص حتى من مُخصصات وسرقات الشُيوخ
والمتنفذين .
فلا
يُمكن تفادي أي نوع من الشطط بشيء من التعقل إن كان هذا التعقل لا يعني سوى
الجُمود والتأمل لحُدوث أي كارثة مُمكنة ومُحتملة .
نحن
قيادة وشعب عايشين على المُساعدات , على هجرة وهُروب أبناء البلد كي يوفروا أي
غطاء سياسي لحُكم الأقلية , نحن شعب تثبت الأحداث كُل يوم أننا مُصنفين ومذيلين
على الهامش الإنساني البسيط .
وليعذُرنا
من يشعر اليوم أن لدية أي رؤية لبناء الإنسان خارج قواعد الأحزاب والجمعيات التي
لا تنتج لنا سوى الذقون الطويلة والمساجد ودورات المياه الموزعة بين الحواري
والشوارع والتي لن تجد فيها ما يُمكن أن تقتات به .
اشتداد
الأزمات تدفع بكُل اليمنيين من مثقفين وكُتاب وخريجي جامعات أن يبحثوا عن خُرم
إبرة من الفُرص التي تجعلهم أن يتركوا هذه البلد بكل تعقيداتها ولينفضوا غُبار
التعب بأي نتيجة وأي ثمن مُمكن أن يُقدموه .
إن
دوامة الأحداث على الساحة الوطنية أثبتت بشكل قاطع أن البلد عبارة عن محاور مُوزعة
بين نشالين وإن لم تكن أنت كــ كاتب ومُثقف ضحية لكل هذه المحاور كـــ بوق إعلامي
فلن تجد ما تقتات به لهذه نجد اليوم القنوات والمواقع الالكترونية والإذاعات
بالعشرات إن لم نقل بالمئات وكُلها تؤدي نفس الغرض لقوى دونية ورذيلة لم نستطع
الفكاك منها طوال ستين عام من عُمر هذه الجمهوريات .
المُغادرة
فُرادى وجماعات من تدفع كُل من لم يلتحق بركب القوى الحاكمة أن يبحث عن أوطان تقيه
من الجوع وتمنحه الأمان وتمنحه فُرصة لالتقاط أنفاسه بحثا عن أبسط مُتطلبات الحياة
.
ثُرنا
فخسرنا القيد والخيمة معاُ مع الاعتذار للكاتب اليساري الفلسطيني جورح حبش (ثوروا
فلن تخسروا سوى القيد والخيمة ) .
فبداية
الثورات أمل وتطلع ونهايتها فُتات , بدايتها وطن برائحة العرق والجلد , بأصوات
الفلاحين والطبقات المسحوقة , ونهايتها في بلد كاليمن أقرب إلى فرزة وأقرب سفارة
للبحث عن أي طوق للنجاة .
تعلمنا
جيدا , حلمنا وأدركنا في نهاية المطاف أن هذا البلد غير صالح إلا لتوظيف أبناء
وشلة وعشيرة الرئيس ومدير المؤسسة والسكرتير وكُل من يدور في فلك هؤلاء وأدركنا
بعد تضحيات وثورات طحنت ما تبقى في رؤوسنا من أمل أننا أبناء الفلاحين والفُقراء
والمنتمين إلى الطبقات التي لا تُلامس أجواخ هؤلاء أننا شيء فائض في هذا البلد وأن
الهجرة والبحث عن أوطان بديلة أشرف من أن تتذلل في البحث عن فُرصة عمل عند مُدير
إدارة لا يجيد القراءة ولا الكتابة ويعتبر أن مركزة الوظيفي ملك له وإلى أبوة
وأسرته .
والمؤسف
كُل المؤسف أن تسمع خبر مُفجع يؤنبك أن الكاتب الرائع والثوري فتحي أبو النصر بداء
يُفكر في الهجرة هو أيضا ...
لا نامت
أعين الجُبناء ..............
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق