رسالة بحاجة لمن يتلقاها !
كيف
حالك يا صديقي ؟
كيف
تُفكر بحالة الزهد ونحن لم نخرج بعد من افتراضيات الماضي ؟
قُل لي
: متى كُنا نرى مشاعرنا تطوف بلا هوادة بكُل القرى والمُدن بحثا عن من يُصالحها ؟
فنحن
الغارقون في مُستنقع مليء بوحل آسن كطُحلب يتنامى كُل يوم ويكبر فينا بلا هوادة
وتصبح وساخات وعداوات الحاضر هي من تحكُم , هي من تصنع العلاقات , هي من تُرتب شكل
الرجال , تسريحة الشعر , هي من تصنع منا
كُل يوم شيخ وقبيلة وفندم وحارس حقل .
لا أعرف
كيف أجيبك فقلبي اليوم مازال يبحث عن رُخصة مثل الآخرين كي أعبر كُل هذا الخواء
لأتخلص من ظُروفي , من أشيائي التي تُلاحقني , من لعنة الحصار المفروض على ذاكرتي
, ولم أدع مجال لأرى في يوما ما دمعة تسقط دفاعا عن ماضي لعين , لم أرى من كُل ما
يحدث إلا مصدر للخديعة خارج لُغات الانتماء التي عهدناها يوما ما إلى أنفسنا .
أيها
الحاضر دعني أرى فيك ولو لمرة واحدة فُرصة للتحول , دعني أرى ألوان الطيف على
أبواب المُدن القاسية , ودعني أنفض غُبار التعب على أدراجك .
أنا
المُسافر بين الأمكنة , أنا من يرى في برد يناير بُكاء كوني , وأنا من أسير بلا
دُعاء , بلا لحظة إيمان , بلا قديس , بلا هوية .
فما
زالت الكلمات تسرقني كُل لحظة , وما زالت مآقي العيون هي مصدر التدفق كبحيرة مدها
وجزرها مُصادر أمام( يم) كبير .
لم أعد
أتحمل شكلية الحاضر , علاقات النساء , ثورات الرجال , لعنة النائمين , لم أعد أؤمن
أن اللون الأبيض يُمكن أن يتحول إلى رمادي , ولم أعد أؤمن بلُغات الألوان .
إنه زمن
العداء والاجتياح وبلا هوادة !
فالأوطان
لم تصبح في يومنا هذا إلا للصغار , والثورات لم تُعد تبحث اليوم إلا عن مُستثمرين
, والوحل الذي كُنا نخاف أن ندوس عليه أصبح في لحظة زمنية تخرج من قاعة كُل الخُطب
الثورية , فصنعاء لم تعد طيبه لأهل العز وعدن مازالت مُكبلة بصراع مقيت وبلد تلوح
من كُل زواياه أزمة .
أصبح
الخروج إلى الشارع اليوم أزمة , أصبحت المجاعة التي تُهدد الصغار أزمة وكُلنا في
حضرة الأزمة وطن نمضغه ونرفضه ونتصالح معه بثورة لا مكان لنا بينها إلا للاختلاف .
دُلني
يا صديقي عن ثورات لا تقتل أبنائها وأوطان تعترف بجرحاها ؟
ما الذي
تراه أمامك , ما الذي تراه خلفك ؟
أمامك ,
خلفك
يمينك ,
شمالك
كُل شيء
من حولك مُصادر !
وأنا
بعد رسالتي هذه لن أتهمك في يوما ما باليأس أو بالحزن فكُلنا في حضرة الأحزان وطن
والوطن
في حضرة كُل منا قصيدة .
فدعني
أستحضرك اليوم قصيدة , ودعني أزرع على جنباتك وردة بهية كي تثمر غد مُختلف كحالة
ابتكار نحن اليوم بأمس الحاجة إليها .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق