الشك أولى درجات اليقين
على غير
خلسة بروتين الكِبار دائما ما نرى في ظل القادم نقطة أتى منها الآخرون , هُزال في
حالة تيبُس , وليس بالضرورة أن نرى فيه نُخبة من الكُتاب الكِبار الذين وصلوا إلى
مستوى أفضل من النُجومية ولم ينتجوا من كُل ذلك سوى تفاصيل رشفة قهوة كابتشينو
تنساب على صُدورهم في تفاصيل أكثر من باهته .
جيد من
يُفكر منا بإنتاج ولو أعمالا قليلة تُعبر عن ذواتنا وتمنحنا ليس تمركز واحتلال
يافطات الصُحف والمجلات والمُقابلات التي نضيع معها في زحمة المواعيد اليومية بقدر
ما تُقدم للإنسانية شيء جيد , شيء آخر قادر على الحُضور مع الذات كمُلازمة في
حالات التعاسة , الشقاء , البرد , الفصول كي ندرك معها أننا تركنا للآخرين قراءات
إنسانية تتبلور بشيء كفي تُعبر عن قيمة فكرية وأدبية جيدة .
إن خداع
الناس وكتابتهم بشيء ناقص ولا يُعبر عن انتمائنا لهم دراسة وتمحيصا ونقدا لا يعد
ما نكتبه سوى مُجرد هراء نتقمص فيه دور المُستعين , دور الكاتب المُتحذلق , دور
اللاشيء الذي نشعر به تُجاه الآخرين .
فمن
يكتُب بحالة ازدراء مثله من يشتم زهرة بلا رائحة في أوج شهر نيسان , من يرى في كُل
إنتاجه نُصرة لحلقة ضيقة , لحزب مُعين , لجماعة وحزب وطائفة مُعينة متخذ من حالات
التناقض والكراهية سبيل لكُل مشهد يكتبه سوف يدرك جيدا أن ضيق أفقه يُساوى عقلية
مُجتمع مُغلفة بالجهل والتخلف وهذا هو الكاتب المحظوظ في مُجتمع لا يفقه من كُل
شيء إلا حالة دغدغة العواطف , تحريك العُنصر الآري فيه , عن لذة عابرة , عن حالة
شبق وكبت يُعاني منها .
إن
المفهوم العام لحياكة تموضعات قانون مُعين , عادات وقيم ومبادئ دائما ما تقترن
بالمُجتمع المُتلقي ومدى فهمة وإستيعابة لنواميس الأخلاق , لرصد حالة الخروج عن
القُبح والسفه الهش الذي يشعر إنه لا ينتمي إليه ولا يمثله لا من قريب ولا من بعيد
.
أن نشعر
أننا قُراء مُبتذلين نصغي أكثر من نُحلل , نؤمن بالواقع أكثر من ما ننقده , نستخدم
سلاحنا الناري في العقيدة لتهشيم كُل ما نختلف معه كُل ذلك لا يعد أكثر من حديث
صادق لحالة فضفاضة تتسم بعدم الوعي وتصوير ما يدور حولنا أكثر من طُغمه أو رُزمة
كُل ما نشعر بعدائنا نحوها كُلأ ما بدأت سلسلة مُغامراتنا في القدح فيها .
فلن
نبلغ كقُراء وكُتاب سنوات التفتُح والوعي المبدئي والأولي دون استيعاب المعرفة من
حولنا دُون أن نؤمن بتعدد مفهوم الثقافة الواحدة , الكاتب الواحد , التجارب
كفرادات أوليا نغني بها طمر الوعي السلبي الذي نشعر أمامه بهويتنا المُستفزة
والصارخة .
فاستخلاص
التجارب من تراكم أخطاء واقعنا كفيلة بتنوير أجيال كثيرة قادرة على التحليل
والاستقراء وفهم الغيبيات وما يدور في فلكها كي تنبت لدينا بذرة قادرة على العطاء
والإنتاج إيمان بما قِيل :
((الشك أولى
درجات اليقين)) كما رأيت هذه المقولة في صفحة الكاتب محمد محمد المقالح على صفحته
على الفيسبوك .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق