عن الإستقطاب الذي يُواجَة بالرفض ,,,


عند الحديث عن الدول التي تقف في محور اليمن السياسي يُصاب البعض بحالة إنتعاش غير طبيعية نكاية بالآخر ويُصاب أحيانا أخرى بإمتعاض نتيجة عدم تطابق بعض الكتابات مع هواجسة والمرض الذي في راسه وهذا ما يحدث بالضبط عند الحديث عن الدول التي شغلت عقلية اليمني وحولت حياته إلى معارك يومية للدفاع أوالهجوم على بعض مواقف بعض الدول من الثورة الشعبية ومن بعض التجاذبات الدينية والسياسية الحاصلة اليوم .
إن لم يكن الحديث عن هذا الموضوع يُصاب الكاتب والقارىء معا بالدوار فهو يصيبة بالغثيان والاكتئاب والرغبة في التقيؤ نتيجة العقليات التي يتمتع بها البعض وإستثمار أي تصريحات لإغراض سياسية ونسف الكاتب وتشوية صورتة أمام أنصارة وأمام الرأي العام كي يزجرة بتهمة تليق به إما عميل أو سُني أو شيعي أو بلطجي وغير ذلك من التُهم الجاهزة والمُعلبة بقالب تُنشر وساخته وروائحة وقاذوراته لوسائل الإعلام التي تتلقف ذلك كي تُعرف للقارىء مدي قُبح هذا الكاتب أو مدى جماليته لإنه هاجم ذلك وأنتصر لذاك .
كما سبق وأن تكلمنا كـــ كُتاب ومثقفين أن موقفنا من أي بلد كان إن لم يكن إيجابي ويُساعد من عملية إنتقال السُلطة بشكلها السليم إلى الشعب سوف تنتفض أقلامنا ضد هذا وذاك كي تجد لها مكانة واعية في عقلية القارىء ليرى أن هذا البلد لا يحتاج إلى تجاذبات وإستقطابات حُمى سياسية ودينية بقدر ما يحتاج إلى الخُبز وحماية هويتة المُعرضة للتشتت والتمزق في أية لحظة .
وكما يقول المثل :
((العيب اللي في الوجه ما يتغطي ولا يندس))
فهل أصبحت حياتنا كُلها ردة فعل لنعيشها على إيقاع الآخرين ؟
أنا لست بصدد الوجوم ضد أيا كان ولا أحب أن أتطرق لكل العلاقات المشبوهه لكل السياسيين والقادة اليمنيين بمُختلف توجهاتهم وأشكالهم الحزبية والطائفية والمناطقية لإن الكل مازال يشرب من مياة آسنة وبركة ماء مُلوثه كُل يوم تسقينا من عُلقمها كي نموت بشكل أكثر دراية أمام هذا الآخر .
كُل ما يدور من حراك سياسي ووقاحة من أطراف عده يُوازي مدى فسادهم خلال عُقود من الزمن ويؤكد ويُدلل على أن هؤلاء ليسوا رهينيين لأي شراكة ومرحلة قادمة سوى مزيدا من الارتزاق والأكل وطلبة الله بأسم الوطن والدين .
وكما يُقال :
(( اللي يسرق البيضة يسرق الجمل))
وقد تم سرقتنا كيمنيين وسرقة ثورتنا وحولوها إلا مُجرد تعويذة وطُرافه يتغنون بها في أوقات سعادتهم ويلعنونوها في أوقات أحزانهم ليحملوا ندهم سبب ما وصلت إليه البلاد من حالة يُرثى لها وتحولت ميزان القوى من بعض حسنات إلى سيئات الكل يعوم في أطرافها ويرقص على إيقاعها .
اليمن اليوم ليست بحاجة سوى إلى علاقات حميدة خارج الاستقطاب الديني والسياسي كي لا نتحول إلى وقود للآخرين نحترق كي تشتغل جُذوه الآخرين فرحا وإبتهاجا .
ولسنا اليوم بصدد أي شيء سوى الدفاع عن ما تبقى لهذا البلد من كرامه خارج أرتال القادة العسكريين وزبانيتهم من المدنيين والكُتاب الذي حولوا اليمن في غفلة إلى مزرعة لتخصيب كُل وباء , وكل فساد ليقننوة بشكل حضاري ومدني كي يقرآون علينا أن كُل فاسد دنس هو طاهر وأن كُل ثوري ماهو إلا مُرتزق يأكل من خيرات هؤلاء .
سوف نظل نقول لا , ونُردد أن آمالنا أكبر من إمتداد خارطتهم الملوثة بتاريخ لم يحمل لنا سوى مزيدا من الوجع واليُتم كي نلعن الظروف التي جمعت تاريخنا بكم ونلعن الحظ الجمهوري الذي لم نرى منه سوى نشالين خارج أسراب الحُكم الصالح والرشيد .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين