رُوزنامة شعب
تحتفل
الشعوب ببداية عام جديد وإسدال ستار على عام مضى كحالة استبشار لقادم يحشدون كُل
ما يملكون من حالة التخطيط الاقتصادي والإصلاحات السياسية والأفلام الوثائقية التي
تُجسد سلسلة أحداث عام بكل أفراحه وماسية .
في
اليمن نحن نرى عام جديد ولا نعرف ما حدث بالضبط من أحداث للعام الذي فات سوى حالة
الغِلاط بأنه كان عام جيد وبأن الثورة حققت بورصة وقفزة في التغيير وبأننا في طور
الانتقال إلى تجربة ما نديلا في التصالح والسلام وتجربة مهاتير محمد في إنعاش
الحالة الاقتصادية المُتردية .
كُل ما
يحدث في بدايات العام وما يترتب عليه يدل على أننا شعب بلا ذاكرة , شعب بلا تاريخ
ميلاد
وأنت
تتذكر احتفالات الشعوب تنتأبك حالة فضول بأن عليك أن تفتح مواقعك الاجتماعية لترى
روزنامة عام جديد وأنت تنتقل من صفحة إلى أخرى ومن بريد الكتروني إلى آخر لن ترى
سوى أن تاريخ 1/1/2013م سوى تاريخ لعيد ميلاد شعب كمناسبة مغلوطة , لذاكرة شعب لم
يرى يوما ما حتى تاريخ ميلاده .
يا إلهي
كُل شيء مُصادرة حتى تاريخ الميلاد ؟
روزنامة
شعب بأغلب مثقفيه وإقتصاديية يُعانون من تيه دائم وتخبط في البحث عن تاريخ لهم
(تاريخ سياسي واقتصادي أو حتى تاريخ ميلاد حقيقي) كي يحتفلون به بعيدا عن نصب
وغلاط الحياة السياسية التي تبعث كُل يوم على التقيؤ .
نريد أن
نرى أعوام قادمة وأخرى وتاريخنا مُبدد من حالة التيه , من حالة العتم السياسي , من
قرف الانتهازيين , من رائحة الدم !
فحالة
الغلاط مُمتدة على خارطة البلد ن طولها إلى عرضها ومن شمالها إلى جنوبها الكُل
مُصاب بحمى الوهم والكل يصطاد من حالة الفراغ والكُل يرى في الثورة حالة فيد والكل
يرى فيها حالة مسخ .
الكُل
مع الكُل والكُل ضد الكُل .
ما الذي
يحدث بالضبط ؟
تواريخنا
واحتفالاتنا تفتقر للحقيقة , أبائنا وأمهاتنا , رجالنا وسياسيينا , جواسيسنا
وبلاطجتنا الكُل سائر في خارطة مُبدده المعالم
الكُل
في حالة بحث عن حالة استقرار , وكأن هذا الوطن وُجد يوما ما كمحطة أولية للانتقال
والعُبور إلى أوطان أخرى أكثر حقيقة .
نريد
تاريخ يتصالح مع ذاتنا
نريد وطن قابل للقراءة
نريد
وطن مُفصلة فيه الحُرية تفصيلا كاملا بحيث لا تُستغل لصالح طرف بعينة أو لصالح
جماعة بعينها , نريد وطن يتحقق فيه الحُلم ويتحول في أذهاننا إلى وطن مبدئي ونهائي
(غير مؤقت)
عامكم
سعيد أحبائي كُل عام وأنت بخير
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق