خانة أضداد ...!


تلويحه كف تحجب المسافة بين أناملك وبين ما تكتب كغريب لا يُجيد سوى الحُلم في بحر من السراب , تائه مُسكون بهاجس الخوف والانتظار , مُخدر في نُعاس الليل وحبات الأسبرين .
تجاعيد الحزن تأخذ خانة أوسع مع أضداد الكلام , أحلام ناشفة لا ترقى لتلامس خدك المُبعثر , مسافة داخل كُل المسافات , نفي ومقاومة حُب مباغت كي تجعلك خارج الحرف وأسطر الذاكرة .
جئت لأصطدم بأحرفك , أشتهي بداية شهرك المُفضل (فبراير) , أتعلم العزف على كمان الثورة , أرتقي معك بلُغة طُقوسها أكثر فرائحيه , أنت الوحيد الذي أتجاوز معك كُل الجُروح والحقائق , أنت من أرفل في حضرته بلُغة أكثر غرورا , لأني لم أرى مساحات سوداء من الحقد تنتصر على حالة الفرح إلى في رحلة غيابك الأبدي
مُفلس لا أجيد شيء , أمتلك رصيد مُفخخ من الُلغة التي تقتل كُل هذا الضجر مصحوبة بسيجارة زفير قُصوى لأشياء لم أراها إلا في عالم الفراغ .
دائما ما أبحث عن أشياء تُخلد كُل ما نقول , كُل ما نتمنى , وحتى كُل ما نكتب ولم أعي جيدا تقاطُعات القدر والطعنات المصحوبة لحالات النزيف التي نتلقاها كضربات مُوجعة على غفلة أو نتيجة طفح كيل من ما تصنعه الأيادي التي ضنينا يوما ما أنها أداه للتفاؤل أو للخروج من فراغات الواقع وحتميته المُميتة .
أنقاض أحلامك عندما تتحول إلى رماد لست محتاج لتزيل عنها حالة الاتساخ على صدرها المحروق بقدر ما أنت مُحتاج لأكثر من لُغة مُحبطة أو فرزة قدر للهُروب من حالات المُواجهة .
أنت فعلا حالة تناقض بينا ما يُمكن أن يُكتب وما يُمكن أن يُقرا , أنت الذي استشعرت معك يوما ما أن للوطن همة يجب القيام بها , وأن الثورة لا تحتاج للبُكاء بقدر ما تحتاج للجُنون والتخفي تحت شظايا الكلمات .
مُصادفة حُب عاصف يُجدف بين أمكنه تسكنها الذاكرة تحت ذرائع ووقائع وقصص لا تُوحي إلا بالفشل فكم تتخيل أنت الخارج من رحم المُصادفة حاملا معك في جيبك جواز سفرك وحُبك الذي تحول إلى بطاقة تسترجعها كُل ما يضرب عليك الطوق وأنت تقذف بلعناتك على كُل من أوصلك بهذه المُصادفة إلى ما لا كُنت تريده في يوما ما .
حياتك في الضد تجد النقيض المُعاكس لشكلها وفي الفراغ خانة أضداد تراها دون أن تعي مكاسبها بقدر ما ترى كوابيسها وأحلامها الصغيرة التي لا ترتقي لأش شكل جديد من أشكال الحياة القادمة .
بين أكثر من نقيض , أكثر من حالة حُب وفجيعة ترى صُورتك النهائية وإن كانت على الرمق الأخير لتدرك حينها مدى قوة حُلمك ومدى قُدرتك على شق حبة نواة الواقع كي تبذر من هذا التناقض جيل قادر على الحُلم خارج رحمة وشهقة الدين والُلغة .
يجب عليك أن تستوعب خاناتك التي فككتها من هذا الواقع المُميت , وعليك أن ترى بحبرك كُل نثريات الُلغة لترى ما تحدثه من ثورة وهزيع تحت كُل الاحتمالات .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!