البحث حزب مُتكامل الرؤى والتوجهات المدنية


المُمارسة لفعل مُعين دائما ما تأخذ معها تفاصيل أخرى خارج الفعل الحقيقي وهذا ما ينطبق على واقعنا السياسي المُخضب بتضحيات الأفراد والمسروق بدونيات تائهة بين جداول الأحزاب وحصصها المزروعة في نائبات الأفعال المُفرغة من مُحتوياتها المُثلى .
دور الحزب السياسي والطليعي في إحداث نقلة نوعية في شكلية المُجتمع هو الدور الأهم في أي نضال يُمكن أن يُؤسس لأي عمل ديمقراطي صحيح وهذا النضال نابع من الطبقة التي تقود هذا الحزب دُون عُصبة توجه أو أجنده تسقط في فخ الأيدلوجيات والتي تخدم أطراف وأشخاص مُعينين دون أن تعي دورها الجماهيري وملامستة أفكارها للواقع كي تُعيد حساباتها وفق ردة فعل المُجتمع مع الإطاحة بشكليات وسلوكيات الفكر المُسترزق والمعني بزيادة حصة الأفراد وتغلغلهم في أعماق العمل السياسي .
واقعنا اليوم يشيء بشكليات مُخيفة من هذه الأيدلوجيات التي أتسمت بالتكاثر داخل الوسط المُجتمعي بالشكل الخاطئ والتي أفرزت حالة صراع مُتعددة الأوجه داخل الحزب نفسه .
انتقال حالة الصراع من فكرية الفرد المُتحزب إلى فكرية الحزب نفسه هي الشكلية الأهم في هذه الأيدلوجية الخاطئة بالرغم من تجربة عُقود من الزمن والتي لم تفرز في نهاية المطاف إلا حالة شقيقة دائمة بأشخاص أبتلعتهم مافيا السياسة والفساد المُتعدد كقمقم يتخاطبون ويتبادلون التُهم ويصيغون العلاقات خارج سرب اللوائح الفنية لأحزابهم كي يظل لهم اليد الطولى في العبث خارج فاترينات القوة .
السياسات الناعمة في المُهادنة والتخاطب دائما ما تُجيد فن التفاوض والتصالح الذي يُبقي قياداتها التاريخية على المحك دائما دُون أي سياسة ترميم لشكليات التوجه أو حتى إعادة في هيكلية البرامج الداخلية لهذه الأحزاب .
فالبحث عن مخارج ومُثليات دون التصفيات والتصالُحات المُصاغة كي تُقنن أي توجه سلبي وتُخفف من انحرافاته لأي حزب لا يفي بأي معيار صحيح لمُمارسة السياسة ولا تندرج أي بُنود للإصلاحات داخل الحزب وانعكاساتها على هذا الواقع المُثلي إلا لنجاح القوائم والهياكل الداخلية لأي توجه تُصيغه برامج وسياسات الحزب الواحد القادر على التحكم في مُخرجات أي عمل سياسي صحيح .
فالقرقعه ليس بما تحدثه من ضجيج بقدر ما تكُون أداه لإحداث مُتغيرات على لُغة القرع نفسها وهذا هو الشكل الذي تُبني عليه التركيبة الحزبية في أي بلد ديمقراطي .
فالسياسة وتوجهات الأحزاب ليست بمدى تواجدها أو بمدى إحداث حالات الشرخ في واقع العمل السياسي بقدر ما يكون بالتأثير الذي تُحدثه بتوجه قائم على  المُوازنة بين مُخرجات هذا العمل وبين العائد المُكتسب من مُمارسة هذا العمل .
وهذا العائد ليس ماديا بقدر ما يكون إحداث جو من المناخ الديمقراطي ابرز ملامحه مُمارسة الحقوق وإحداث نوع من العدالة والسلام المُجتمعي كي نستطع بناء مُجتمع مُتكامل في الرؤى والتوجهات الحزبية والمدنية .


جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين