حياتنا مُجرد صفحات ...!
حياتنا
مُجرد صفحات مليئة بالتفاصيل والإسهابات , لحظات عابرة لا نعرف كيف نتحكم في
مُخرجاتها الإنسانية نملئ سُطورها على عجل مُتجاوزين ورُبما على استحياء ضنا منا
أننا نقترف جريمة عُمر كاملة .
تمتد
هذه الصفحات بين أوردة من الحنين وبين جُسور من التشظي امتدادا لسُلطة تجاوُز لا
تعرف سوى الفجيعة والفراغ والموت البطيء .
كُل يوم
تُطالع صفحتك فترى فيها أشيائك القبيحة والأشياء التي لا تُريد أن تكتبها بسبب ما
تُخلفه من ألم في ذاتك , ترديك طريح وقتيل لحِبرك تُجبرك أحيانا على العيش تحت
قانون الدهشة مُتجاوز كُل المواقف والقوانين التي تخضعك لهذه اللحظات المُوجعة .
هذه
الصفحات اليوم في لحظة تزاوج مع فوضى أحاسيسك , تختلط بلُغة عصرية فتُطالع فيها
تصاميمك , إيقاعك اليومي فتهرب منها تارة وترى نفسك في لحظات الهُروب هذه مُنبطح
على غيمة عاطفة قوية كـــــــ تارة أخرى .
لم نكن
لنرى أنفسنا يوما ما على طريق من الصواب أو حتى على طريق الخطيئة إن لم نكتشف أن
في ذاتنا صفحات كثيرة بحاجة إلى قراءتها ومُراجعة اتجاهاتها لتقودنا بشكل أصلح
وأصدق إلى طريق الحقيقة والصواب .
مُجرد
صفحة أنا وأنت وكُل الناس يُكتب على حائطنا لحظات السعادة والشقاء , تكتبنا الأيام
والظُروف ونحن في لحظة غفلة دائمة ويقظة دائما أيضا .
والقدر
بين كُل صفحة وأخرى يمنحنا مزيدا من التمسك بالمشيئة والقُدرة الإلهية على إحداث
أي فجيعة عُُمر قادمة أو حتى تسطير لحظة سعادة تمنحنا مزيدا من الأمل كي نبني
عليها أحلامنا التي تمتد لفترة من الزمن ثم ما تلبث أن تتوارى وتنطفئ .
صفحة
حُب ترى فيها تفاصيل حياتك اليومية , صفحة فراغ آخري ترى فيها وقتك المهدور , ألف
صفحة وصفحة نقرا فيها أنفسنا من زوايا كثيرة ونكتشف فيها لحظات القوة والضعف ,
تاريخ كُل فرد منا وترى في حياتك القادمة صفحات جديدة مُشبعة بالألوان الزاهية
بحُلم ما تلبث يوما ما أن تقطفه كثمرة تضحية قاومت معها كُل أصناف العذاب كي تحظى
وتظفر به .
بين
كِثرة الصفحات التي تُواجهك هُنالك صفحات للنزوى وللعشق وللبُكاء تستوطنك وتتحمل
وطأتها نيابة عن غيرك لأنك لا تعرف تتنفس دُون أن تضع تدويناتك فيها أو على الأقل
أن تُطالعها كُل صباح ومساء كي يبقى من تحب حاضر في كُل يومياتك التي لا تريدها أن
تموت في لحظة عابرة .
أنت
صفحة عشق وأنا صفحة للفراغ وما بين العشق والفراغ ألف صفحة وصفحة فدعني يا سيدي
أكتب تدوينتي النهائية على جُنون صفحاتك كي أبقى العاشق , الحالم , الكاتب والراوي
, مصدر البوح والسعادة الأبدية .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق