فيروز الطفلة التي أتنتصرت لأبناء الجنوب


في عيد الـــــــ 30 من نوفمبر توحد الجنوبيين بمليونية على روح الشهيدة فيروز , مليونية اختصرت الحُزن الجنوبي والمُعاناة رفضا للموت , رفضا للعُنف رفض لأي سُلطة هدفها النيل من أبنائها .
رُبما تكون فيروز الشهيدة والطفلة الأولى التي تحظي بهذه الجنازة المليونية رُبما على مُستوى العالم العربي ورُبما على مُستوى العالم تعبيرا عن حالة الغضب والاستنفار في الأوساط الجنوبية  .
فالعُنف لم يعد له أي وجه وأي مُبرر للحُكم سوى ازدياد حالات السُخط داخل الأوساط الجنوبية بشكل خاص واليمنية بشكل عام .
من ينصفنا من ؟
عندما يتحول القاتل وقاطع الطريق إلى حاكم وعندما يتحول صاحب الحق إلى ضحية يتم الدعس عليه وقتله ونفيه يحق لأي شعب من الشُعوب أن ينتفض تحت مُبررات الإذلال والموت المُستباح .
فيروز الشهيدة التي أظهرت لنا أن الجنوبيين مازالوا قادرين على حمل قضيتهم بشكل مُوحد وسلمي وقادرين على اختراق جدران الخوف الأمامية , مازالوا قادرين على حمل لواء النصر وتقديم المزيد من التضحيات في سبيل قضيتهم الإنسانية والسياسية العادلة .
بما لا شك فيه أن حالة الغضب والسُخط المُعبر عنها داخل الأوساط الجنوبية لا يُمكن التصالح مع هذا الجُرح الذي ينزف كُل يوم ونصحى على نصب مشنقة جديدة واستشهاد ضحية جديدة لم يعُد يرضى كُل أبناء اليمن لا الشماليين ولا الجنوبيين بل أن عدالة القضية لن يختصرها حوار عابر لا يُمثل سوى سُلطة فيد بكُل ثقلها وامتدادها داخل لجنة الحوار كُممثل عن هذه السُلطة .
استياءنا كيمنيين وثوار ما آلت إليه ثورة 11 فبراير من نتائج والتي كرست مفهوم التحالف والمُحاصصه لإجهاض أي حالة ثورية تقضي على شكلية النظام القديم بكل سوأته .
كُنا نريد فقط أن نثبت حُسن النية لأنفسنا كي نثبث للآخرين أننا قادرين على تغيير بندول السُلطة مائة بالمائة وهذا التغيير طالما لم يتغير من حق الآخرين أن يُعبروا عن استيائهم ورفضهم لأي شكل من أشكال الحوار والتقاسم ومُمارسة الذل على أبناءنا في عدن أو في أبين أو حتى في تعز وإب  .
شكرا للشهيدة فيروز لأننا أدركنا جيدا أن الجنوبيين قادمين وبكل قوة لانتزاع حُقوقهم لإنهم وحدويون من الوجدان لكنهم إنفصاليون مع سُلطة لا تريد سوى تكريس مفهوم الاحتلال وممارسة القمع بكل أشكاله الوحشية .
واقع الحال اليوم تغير وتغيرت كُل الاحتمالات قبل الخوض في مُجازفة الحوار الوطني كآخر الأوراق لحرقها قبل أن يتم مُعالجة كُل الاختلالات التي رافقت سلبية الحُكم من صيف 94م إلى يومنا هذا بشكل عادل بما يخدم أي تطلع لإحداث تغيير خارج سُلطة المُحاصصة والتقاسم وخارج غطاء الطائفية التي تحولت إلى صُداع في شرنقة تعز وصنعاء وصعده بحثا عن كُرسي حقير وإن جلب لنا المزيد من الدم .
الكُل اليوم مطلوب منه أن يُسجل موقف إيجابي قبل أن تأتي الموجة التي تقتلعه من مكانه وترميه في مزبلة التاريخ لأنه تواطى مع الظُلم .
الكُل عليه التحرك من أجل تغيير مسار السُلطة من أجل إنقاذ ما يُمكن إنقاذه لحفظ ماء الوجه لأننا شعب يريد أن يعيش بفجائع أقل مُقارنة مع حالة الفقر اليومية التي نعيشها لا نريد أيضا أن نصحي في يوما ما على انسلاخ الجنوب والسبب قيادات وأشخاص بعينهم .
تغيير مسار السُلطة اليوم مطلوب وفصلها فصل تم عن قيادات الفيد التي اجتاحت أرض الجنوب لأننا أدركنا اليوم من تشييع فيروز أن الجنوبيين وحدويون أكبر مننا وقادرين على مواصلة التضحية حتى ينالوا حقوقهم وأن صبرهم طويل لكنهم غير وحدويون مع الغازي والقاتل والناهب والمُحتل .
كُلنا نعرف مصدر الخطاء ومصدر الفراغ في السلطة فلا يجب أن نصمت أكثر من ما صمتنا
رُبما في الغد نرى حِراك آخر في تعز وحراك في إب وحراك في ذمار للمُطالبة بمشروعية الحُكم ونيل الحُقوق لقضايا كُل يوم تغطيها غُبار وأتربه الحاكم خوفا من أن يفقد مصالحة داخل هذه الأوساط .
مشروعية حاكم عادل له مُبررات للبقاء على كُرسي الحكم والسُلطة هو تسجيل موقف سوف يُحسبه له التاريخ وأن هذه المشروعية تتطلب إنصاف المظلوم وإحقاق الحق لكل أبناء جلدته .
العلك بشكل أكثر داخل فراغات الهواء بدون فم لا يجيب نتيجة سوى فُقاعات تتطاير مع الريح هذا هو الحوار الوطني والنسب التي تم إقرارها لمُمثلي القوى الوطنية وأنا أؤكد أن الحراك لو حصل على نسبة 80% من حصص التمثيل لن تجدي نفعا بقدر ما تعني تغطية العُجز عن حُلول عادلة قبل الذهاب للتحاور على شكل السُلطة .
أنت تتحاور على شكلية السلطة وليس على كيفية إنصافك , أنت تتحاور تحت رحمة وتهديد جماعات مارست الجريمة الوطنية بأبشع صورها على كُرسي واحد , ضحية وجلاد يتقابلون على في هواء مسموم لا يشيء إلا بالقبح والاتهامات السافرة .
تذبذب القوى المُمثلة في الحوار الوطني وكُل الثقل يصب لمصلحة طرف واحد كجلاد لإعادة تمرير أي ورقة وطنية للاستمرار في الحُكم كُلنا يدرك خطورة هذه الخطوة إن لم تفضي إلى التمخض عن شكل فكري لطرح القضية الجنوبية بكُل بُعدها الحقيقي ومفصليتها الوطنية والتاريخية وأبعادها خارج نقاط وتقاطعات هذه السُلطة الحاكمة .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!