لقد ربينا على الأحداث الصغيرة والاندهاشات التي لا تتركنا حتى لحظة الموت


من يفهمني من ..!
من يُحاسبني على أخطائي ..!
على ثُنائيتي وحماقاتي ..!
مراراُ وتكرارا هُنالك حُدود خفية في كُل علاقة لا أدركها للعُبور نحو الجهة الأخرى لأوقف كُل التكهنات المُمكنة في كُل حماقة أرتكبها .
لتنعكس بكُل قوة ووتيرة عالية وصاخبة على ذاتي وتدخلني في متاهات أكثر وموتا أقل كُلفة من أن يُذكر .
أنسى كُل المُبررات وأدخل في دوامة نسيان رهيبة وكبرياء رجولي مُحمل بقوة قبيلة وعادات وتقاليد لا تمت بصلة إلى أي عالم نرجسي مُمكن ...
تصبح في لحظة لا تتساوى إلا مع ذاتك وثُقلك وصوتك المبحوح .
وحيدا أنت إلا من دُمى تستهويك على قارعة جسد مُنهك ومريض لا يجيد إلا قيح الذكرى الجارح مصحوبة بدموع وأنين متواصل .
تشرق الأحلام من جديد , تتبدد الذكرى في زحمة الأحداث اليومية والمتداخلة مع بعضها لتبدءا مرحلة الاستئصال مصحوبة بجُرع وحُقن قوية تهز الجسد القمحي كي يتبدد مفعول الحُقن المتخثرة في عُمر هذا الجسد المتعثر .
في كُل الاتجاهات التي تميل نحوها ترى ذاتك , عُشبتك , قلبك , ثم تقرءا تمتماتك الكاذبة :
أرأيت في كُل لحظة تتغير كُل الأشياء وتُرسم ملامح جديدة مُحملة بأمل جديد ...!
من يدري وهذا الخِداع والزيف الذي نحمله لمواجهة عثراتنا وهزائمنا لا نعرف منه الإ نتانة رائحته عندما نسقط أرضا من الإعياء ...
أحيانا تتشابه العناصر فيما بينها , تتشابه الأحداث ولحظات الصفاء , لكن لا تتشابه ذواتنا في ملامسة هذه الأحداث .
نضعها أمامنا لقياسها , لجسد نبض دورانها , ارتفاعها وانخفاضها عن مقياسنا الذاتي , حينها نكتشف مقدار السُخف الذي نحمله والقُبح لمداواة كُل التفاصيل بمرض مُستديم غير قابل للفكاك والخروج من دوامة عشق إلى دوامة عشق آخر أكثر وقعا من الأولى حينها نتشابه مع بعض تشابه اللا شيء .
تساءلت ما العجز والخرف إلا حالة من حالات التشابه في والفشل في الخُروج من أي دوامة إنسانية مُنهكة فكيف بهذا التشابه والاختلاف في مراحل العُجز في هذه العلاقة ؟؟؟
لا عُجز ولا تشابه ولا اختلاف ...!
إنها دوامة عشقيه تتكامل وتتناقض مع بعضها نتيجة إفرازات واقع اجتماعي قائم على قتل الذات وإجهاض أي علاقة إنسانية قابله للسمو والنجاح ..!
في هذا المقام أتذكر ما قاله الكاتب الجزائري واسين الأعرج :
((لقد ربينا على الأحداث الصغيرة والاندهاشات التي لا تتركنا حتى لحظة الموت)).

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ماذا بعد ..........؟