اختبار قبُول
اليمنيين
- بمُختلف توجهاتهم السياسية- والذين
ثاروا ضد نظام حُكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضنوا أن التغيير يُمكن أن يتحقق بمُجرد أن يرحل
رأس النظام عن كُرسي السُلطة سوف تتحقق كُل أحلام العاطلين عن العمل وكُل مرتصفي
الشوارع وسوف تنحل مشاكل الثأر نتيجة التصالح الذي أوهمونا به في ساحات التغيير
بين مُختلف القبائل وتحولوا في ليلة وضحاها من قاطعي طريق إلى ثائرين يحملون
شعارات الحُرية وصور تشي جيفارا بانتظار يوم الخلاص النهائي .
ناهيك
عن مُختلف الصور الجميلة التي تم رسم ملامحها كي نقف على أرجلنا وأجسادنا
المتهالكة وملابسنا الرثة ونتحدث في ذواتنا هل الثورة هي اختبار قبول لكي تُمحى
كُل هذه الصور البشعة ونتحول إلى شعب طهور ؟
العقل
الضدي الذي تنتجه الساحة الوطنية اليوم لكل من يتناقض مع أهداف الأخر والعداء
المسموم يدعونا إلى طي الصور الجميلة التي رسمناها ذات يوم في ذواتنا عن ثورة
جميلة أبطالها خرجوا من بوابة جامعة صنعاء ينشدون الأمل بـــــــــ يمن جديد خالي
من كُل العناكب والزواحف الضارة والمميتة والتي ألحقت اللسعات بالشعب اليمني طوال
33 عام .
لم نعد
بحاجة اليوم إلى الاستماع إلى أي مُحاضرة إعلامية أو مناضره تدعو إلى التحريض
وتوهمنا بأننا مُحاصرون والثورة تختنق طالما وهم غارقون في الوحل الذي هم فيه
والذين لم يستطيعوا أن يتحرروا من ماضيهم كي ينتجوا حاضر جديد يتناسب مع طبيعة
المرحلة ويتناقض مع كُل ما تم الثأر من أجلة لنظام جثم على حُلم اليمني وأغتال قادته
العظام كالشهيد إبراهيم الحمدي كي تنتصر هذه المغارات والمداخل الموحشة وتظل صوت القبيلة حاضرة في كل فعل سياسي وأي
ثورة مُمكنة .
حالة
النأي والطهر الذي تدعيه كُل القوى الميليشياتيه والمتمسكة اليوم بموروثها الديني
وتخلفها عن قطار التغيير تمتلك اليوم رصيد مُخيف من الكراهية ولا يوجد لديها أي
مشروع سياسي يقود البلد إلى بر الأمان المُمكن ويعيد لليمني كرامته وحريته ويمنحه
مزيدا من الأمل في الحرية والعيش الكريم .
الكيل
بمكيال الحُرية وكي المواطن بنار الثورة كي يمتهن سياسة الصمت وينظر بعين المُتفرج
لحالة الصراع الدائرة شيء أمر غير مقبول .
ناهيك
عن الميليشيات التي لم تدع السلاح كاختبار حقيقي كي تمتهن العمل المدني وتثبت حسن
نيتها وتنتصر للمظالم التي تم إلحاقها بها طوال ردح من الزمن .
فأيدلوجية
الحُكم لا زالت غائبة لدى كُل الأطراف والساحة الوطنية لازالت تُصدر كُل يوم الصور
القبيحة لانتصار الأفراد على أي فُرص للحوار الممكن القبول به والسلام الذي نتطلع
له كضريبة وطنية للثورة والشهداء الذي قضوا نحبهم ليظل الأمل مُشتعل والثورة في
حالة تصحيح مُمكنة .
فمن كان
يتصور أن الثورة عبارة عن اختبار قبول فالاختبار هذا قد تم تجاوزه ودخلنا في
المُحاضرات الأولى فأفتونا ما هو التخصص الذي ممكن أن تتقمصوه في قادم الأيام كي
نعرف كي نثابر من جديد وننجح ونتعدى بارودكم ومدافعكم ونسموا بحُلمنا عاليا كي
ننتصر في جميع المُقررات الوطنية القادمة .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق