لا شيء ينقذك من حتميه الجُنون


طول ثُلث قرن من الحماقات التي مازلت أرتكبها كُل يوم تحت عناوين جديدة , نسيت الضحك كي أبكي معه , فقط رصيد سنوات أغوص فيها بالخسارات دون ربح أي لحظة صفاء جميلة .
كُلما تمر عاصفة عاطفية أفتقد الحُرية أكثر , أفتقد الركون مع الذات أكثر , تفاديت طوال حياتي أسمائي الجميلة , ألعابي الجميلة , كُتبي المُفضلة , تفاديت السعادة بلا سبب ...
حماقات ارتكبتها كي أتلاشى مع الضوء , كي أمنح هذا الحرف مزيدا من الإتقاد , مزيدا من البوح , مزيدا من نشيد الحُرية .
أعاود كُل أشيائي بشكل أكثر تناسيا كي لا أقع أرضا ...
أضحك وأتمادى في الألم ...
أغوص في تفاصيل لست في حاجة لها , ليس مُحتاج لها الشخص العادي كي يعيش بضمير مُستقر وسعادة دائمة .
لم أعد بحاجة إلا برغبة طُفيلية في تدوين كُل شيء دفعة واحدة , تسطير كُل شيء دفعة واحدة ...
صرخاتي الأولى من الولادة كانت مُصابة بألم مُفجع ...
صرخاتي الأخرى كانت الأكثر وجعا ...!!!
الأكثر إدماءً...!!!
الأكثر نهاية ...!!!
اليوم صرت أبحث عن شجاعة أكثر ...!!!
هوس أكثر ...!!!
مع موت ورماد أكثر مواجهة ...!!!
مُحتاج لمزيد من الوقع , مزيدا من الفراغ , كي أمتحن هذا القلب وأعرف مدى قُدرته على المُقاومة من عدمها
منازلات أشد عنفاُ ...!!!
أشد قوة ...!!!
عليك اليوم أن تواجه كُل ذلك بقلب خارج لتوه من كُل مستنقعات القُبح والهزيمة ...!!!
عليك أن تعبُر برزخ الوهم هذا وتمضي وحيدا...!!!
لا تُبدد من فراغات المواجهة ...!!!
عليك أن تنتهز حُروفك لفتح نافذة نهائية لبوح لا نهائي ...!!!
بُوح دائم , موت دائم , فراغ دائم , نهائية حتمية
عليك أن تختار من بين كُل الأجوبة تلك التي لها القُدرة على التصالح مع حرفك وضائقتك الأدبية والثقافية المُتناقضة مع كُل الكُل .
عليك أن لا تكون مُخادعا في كُل شيء ...!!!
عليك أن تحيا اليوم أكثر ...!!!
عليك أن تموت أكثر ...!!!
من تلقاء نفسك سوف تقف على رجليك من جديد ...!!!
حتى لو قضيت العُمر كاملا في هذه التفاصيل المُوجعة ...!!!
وكما شئت لا تقُد مزيدا من الانقلابات الغريبة ...!!!
مزيدا من الهدايا المُفخخة ...!!!
مزيدا من العتاد الدائم ...!!!
فقط تصالح مع ذاتك وامنح ذاتك بعض من حُروف وكلمات واسيني الأعرج :
((كم أشتهي أن تأخذني دوخة الكلمات التي ترميني خارج هذه الأرض القلقة))...
((هكذا تبدءا الأشياء صغيرة ثُم تكبر))...
((لا شيء ينقذك من حتميه الجُنون))...

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ماذا بعد ..........؟