ما معنى للهوية في وطن ليس لك ؟


وأنت تتقدم لقراءة عزاءك الأخير يحُز في نفسك كثير من الألم والوجع مع تصدر المشهد اليومي للأحداث والخالي من أي معنى للحياة لتملك قطعة رغيف أو شربة ماء , وحبة دواء , عليك أن تقرءا كُل الوجوه بصمت , أن تُمرر وجعك دون أي رغبة   مشروعة للنهوض
 عليك أن ترسم لوحة للبُكاء بحجم مساحة ألمك وجُرحك الغائر في بلد يتصارع ويتخاصم ويحترب مع ذاته من أجل لا شيء , عليك أن تأخذ نفسً وعُمقا مُربكا لتواصل النظر حولك بكُل دهشة .
تأخذك دوخة كلماتك وترميك خارج صمتك بشكل أكثر قسوة فتصبح مُهدد أكثر بالفجيعة في كُل وقت
لا شيء آخر سوى تفاصيل مُمتلئة بالقروح اليومية , والاندهاش باستثناء حالات الموت التي تتجدد وتأخذ الحيز الأكبر في مشهد إنساني مُريع .
حالة إحباط نهائية , وأنت مازلت مُتعب القلب , مُصاب بحالة إعياء دائم , تبحث عن أفق يُحرك شجونك وتتساوى فيه أحلامك مع مقص الواقع ونياشينه التي تبدو أمامها صغيرا , ضيق القلب , خالي من كُل شيء إلا من موت محتوم تُردد شهادتك فيه كُل صباح ومساء بانتظار الشهقة النهائية والأخيرة .
تاريخ وظل باهت تركض ورائه لتمنح نفسك قدر آخر ليُحول كُل هذه السخريات إلى حقائق جميلة ,
لتخرج من عزلة , من حظر يومي ودائم بتعاسات وخيبات أقل وطئا على القلب والذاكرة وأقل جُرحا وحسرة كي لا تموت قهرا , ظُلما وحيرة .
تمتمات لا تفهمها إلا أنت وحدك , لتؤكد بأنك قادر على التنفس , لتستحيل الموت وخيوط الهدوء والطمأنينة فلاشيء مُفجع مع الموت !!!
لاشيء أكثر تدميرا من أن تعيش في خوف وقلق دائم!!!
لا شيء مع الموت سوى جُثتك الصامتة !!!
لا شيء لا شيء لا شيء !!!؟
لا معنى للحُب وأنت في مستنقع لا يعرف سوى الموت !!!
و(ما معنى للهوية في وطن ليس لك )؟؟؟ كما قال الكاتب الجزائري واسيني الأعرج
 
جلال غانم
 
Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين