مرضي الحنين إلى النسيان


صرت أكتبك اليوم بلا ندم مع فهم سر اللعنات الممنوحة بحق لحظات الحنين التي تواطأت مع الضمير والذي لم أمنحة يوما ما لأي امرأة بحجمُك !
النهوض من نقطة البداية , من قاع اللُغة التي تكسرت عند أول مُفترق للحرف مُحتاج لمزيد من الوقت كي أبداء في لملمة أشلاء حُبي وامضي !
لم أعد أعرف من يُعيدني إلى سماء جديدة خارج سمائك الأولى , صُورتك الأولى , حائطك الأول , رسائلك التي لم تجف في نبع هاتفي بعد والذي تعودت على حُروفك المُلونة بكُل ألوان الطيف والحنين .
تغيرت المسافات والأميال , صرت أعاني من صعوبة في التنفس , لم أعد أعرف في أي عصر للتشابه أنا , الزمن في لحظة دوران مستمرة دون توقف , دون نبض , دون انتظار .
لا أطلب منك اليوم أن تمنحني مزيدا من العذاب , من التشظي , من الموت البطيء المصحوب بالدموع والحسرة .
فلا زلت أنا المُصاب بلعنة القبيلة , بعادات الجهل والتخلف , المسكون بُمستنقع قبح اجتماعي , ما زلت أنا يمني , مازلت أنا يمني .
لازلت أُحتاج إلى مزيد من الوقت كي أعرف معنى الحُب والحنين .
مرضي اليوم خاصرة للغياب , حالة تعاسة دائمة , لم أعد في هذا المقام الذي أقف عليه إلا أن أشعل كُل حُروف الحٌب والحنين المسكونة بهديل صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش :
((مرضي من نوع آخر : مرضي الحنين إلى النسيان )) .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

شوارع وغربة ، امنيات وسفر