أحلام مشروعة و نشارة خشب !!!


عندما نمنح أنفسنا طُرق للبحث عن عهد جدد يبدد دياجير الظلام ويقضي على آلية التخلف ويمنح الإنسان فُرصة لحُكم نفسه بطرق تتناسب مع ظروفه الاجتماعية والاقتصادية معنى هذا أن هذه الأحلام مُحتاجه إلى تضحيات ودماء جديدة وأفكار تقضي على عُهود الشمولية والانحسار .
لكن عندما تتعارض هذه الأحلام المشروعة وتصطدم بفأس الواقع ومعولة الحاد تنعطف هذه وتتحول إلى نشارة خشب في وجه ثائريها .
منح القادم عُمرا جديد مقرون بعُمر ثورة والتي ما فتئت تأكل أبنائها معنى هذا أننا نمنح القادم عُهرا جديدا ومشروعية ونياشين فرح مُزركشة تعيد إنتاج وإنعاش التخلف بكُل سبله التي ثار الإنسان من أجل القضاء عليها .
هذا العهد المُزركش عندما نمنحه مزحة بان الثورة كانت مُقدمة لاقتلاع المُلوثين والمجرين والفاسدين وأن الثورة سوف تمنحنا أوسمة من ذهب عندما يتصالح التاريخ المُقبل مع مآسي الماضي معنى ذلك أننا لا زلنا نبحر على ضفة نهر عوامة نائمة لا تفقه طريقها في الظلام كي تصل إلى بر الشاطئ وأمان اليابسة .
هذا ما أنتجته الفترة الانتقالية من تصالح وجوه الأمس مع أعداء اليوم ومنحتهم أوسمتهم عن عُمرهم الافتراضي في نهب البلد وتغييب قدراته الاقتصادية والمالية والسياسية .
هؤلاء المحظوظين لان الثورة لم تأتي إلا لكي تتصالح مع كراسيهم ودهاقيهم كي يعرفوا بأننا لازلنا شعب طيب متسامح قابل للسرقة والنهب والتشريد لأننا شعب عندنا سعة صدر وقدرة على التحمل لان الثورة لم تأتي إلا لتعزيز صفوفهم الأمامية ولم تأتي للمُحاسبة والنزع وفتح أبواب الزنازين كما فعلت ثورة 25 يناير في مصر وقبلها في تونس .
 كُل ذلك حصل في عهد الثورة بمباركة سياسية وثورية خالصة أعادت لنا ذهنية التصالح مع هذا القاتل واللص ورجل الدين والسياسي المتحذلق كي تعيد إنتاج تاريخ ميت في مُحاولة لإعادته للحياة لكنه يأبى كي يتصالح هذا التاريخ أيضا مع قاتله .
حالة النشر والقطع لليمني تعمقت ووصلت إلى حد ابتكار طُرق جديدة للالتفاف على الوطن وعلى الدين وعلى الإنسان .
هذا النشر  نسمع كُل يوم قرقعته التي أفرغت كل ما هو جميل في اليمن واختصرت كفاح شبابه وثورته بقبيلتين وألغت كُل بعد إنساني ودم تم إزهاقه من أجل إعلاء كلمة الحق عاليا كي ينتصر اليمن ويبدءا ميلاده الجديد بقوة القانون ودولته المدنية .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

شوارع وغربة ، امنيات وسفر