الهدم وطُموح الامتطاء على كُرسي الحُكم اللعين
الأوطان
كالأبواب مهلهلة البنيان سهلة لمن يريد هدمها لكن من الصعب إعادة بنائها بنفس
الكيفية التي تم هدمها
لغة
الهدم والمعول حاضر بقوة في مجتمعنا اليمني ونحن لسنا اليوم بحاجة إلى تلميع طُرق
الهدم وحد المعاول بقدر نحن بحاجة إلى تحسين صورتنا أمام الآخرين .
فالخُروج
من بوابة حُكم أستأثر البلد طوال ثلاثة عُقود من الزمن لا يمكن الخُروج من هذا
الوضع بحالة زهو أو انتصار في يوم وليلة .
فعلا
نحن محتاجون إلى سنوات كثيرة وربما توازي فترة الحُكم التي مُورست بحقنا كيمنيين
دوامة
العنف لازلنا واقعين في حُفرتها ومستنقع المليء بالمفرقعات والمطبات التي كل ما
نحاول الخُروج منها أصبنا بالسقوط من جديد .
هذا
السقوط كُل يوم عبر سلسلة متفرقة من حوادث الاغتيالات للشخصيات التي تحمل مشاريع
وطنية للإنسان
وتقييد
منفذيها في قوانين علم الغيب شيء يدعو للخطر .
خاصة
وأن هذا الخطر والقلق بداء يأخذ منحى أكبر في العنف متخذ من اليمني ودمه منصات
للخطابة والصعود على جثته لمصالح الجماعات والأحزاب التي تستهوي الحُكم تحت كل
الظروف بغض النظر عن الفاتورة الباهظة التي يُمكن دفعها ومن أي طرف كان .
اليوم اليمني
لم يعُد ينفذ إلا سياسته جماعته وحزبه وطائفته المقيتة , لهذا نحن في تراجع
استلهام منطق ورسالة الثورة كمفهوم قيمي .
خلط
أوراق الحُكم , استئثار الدين وتوظيفه سياسيا , احتكار وسائل الإعلام وتحويلها إلى
مصدر للحرب النفسية ضد الخُصوم كل ذلك مادام مُستمر فنحن مُستمرون في التراجع هذا
ما أشعر فيه كمواطن يمني تهمة قيمة بلده وثورتها وحضارتها .
القوى
الوطنية والحِزبية والجماعات المسلحة والعسكرية تتحمل مُهمة فشل أي حِوار وطني
قادم - خاصة مع مُحاولة إخراج الدكتور
ياسين سعيد نعمان من مُعادلة الحُكم والحوار وتغييب صوته ودورة المسموع حتى لا
يستأثر بمصالحهم وطموحهم في الامتطاء على كُرسي الحُكم اللعين - لان التاريخ سوف
يلعنهم جميعا يوما ما ! وهم اليوم المتسبب فيما يحصل من حالة إدماء وعسكرة الوطن
وتحويله إلى جبهة قِتال ملتهبة .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق