ربيع اليمن وشتائه القاسي


بالنظر إلى الفراده الوطنية في الانتصارات والصخب وحالة الخِطابة المقززة كــــــــــــــ فهلوات وفقاعات تطفو على جسد المريض كفواجع أساسية في طُرق العيش والمنازلة الحتمية  .
خِطابات المنصات , إلهاب روح الجماهير , صوت أيوب طارش , قاتلوهم , البقايا بقايا , البقايا كُفار , خونة .
فكرت ما هذا الشُعور الذي ينتابني !
هل الثورة بمفهومها فِكري أم شهر شُباط ومنازلاته تُوحي بشتاء قارس !
 حتما المسألة لها أبعاد كبيرة ربما تركيبة المُجتمع وحالة الإقصاء التي تربينا عليها إضافة إلى الخِطاب الديني المغمور بالحُروب والتكفير والقتل كل ذلك سبب وجزء كبير من المشكلة .
كتابة الموت بالثورة أشبة بالخيال !
الهزيمة هي من تُعيبنا !
جواربنا متسخة !
وحل يُطارد الصِور الأمامية للقادم
موت سريري للمشاريع الجميلة !
دراما تقودنا إلى تيه مكتمل الغُموض !
ثورة مرت على قِطار الوطن وظهره المعقوف كما القصيدة التي تُكتب على عجل !
إلياذة وأوديسا ملاحم بطولية أخرجت من رحم مجتمعات الثورة !
خرجت ملامح ثورة في اليمن من جوارب وبريهه العسكر أم من دموع الثكالى !
إرحل إرحل إرحل
هذه إلياذة الثورة
الخُلود للفكرة مقتول , محاصر , مخنوق
وهذا الخُلود يقتلك في بلد أزماته اليومية تتلمذ على الشتائم والجُزئيات الخارجة من رحم الخطاب الديني المسلوب .
دفيء الربيع الذي انتظرناه طويلا يشيء بشتاء قارس , الثورة التي لم تكتمل صفحاتها سوف تغط في نوم عميق .
التاريخ اليوم يعيد كِتابة ثوراتنا المنحوسة في خانات ضيقة لا تتسع حتى لصرخة عصفور .
 
جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين