سوف أكون
عندما أيقنت
يوما أن الحب كالنهر يتدفق ولا يتوقف , يجرف أمامه كل الظروف والمآسي , يصمد في أحلك الظروف , لم أكن أعلم أن رحلة
العودة والانحسار أشد عذابا وحُرقة من رحلة التدفق , لم أكن أعلم أن أحاسيسنا تتوقف
في أي لحظة غضب أو نكوص .
اكتشتفت
اليوم أن مُعادلات الظروف بإمكانها تُفكك حتى مفاعل نووي على أُهبة الانفجار دون
سابق إنذار .
لم أعد أؤمن
بان لدينا القُدرة على بناء ما يمكن فُقدانه في لحظة خاطفة .
ليس
لحالة الضعف التي نتمتع بها في لحظة كهذه أو بسبب حالة اليأس التي تسري في عُروقنا
بل لإننا فقدنا أن نكون إنسانيين في التواطىء مع جُروحنا الممزوجة بتقيُحات الأيام
وقُبح معاناتنا المستمرة .
ذات يوم
أخبرني صديق لي بان نضالنا الذي نحمله في جباهنا المتعبة هو مصدر القِوة التي
نتمتع بها في مواجهة ضربات الأيام الموجعة , يقول نحن وُلدنا بِجروُح البشرية والإنسانية
كلها , تحمٌلنا أكبر من حجمنا لهذا نحن يحب أن نتواطىء مع هزائمنا الداخلية , يقول
ألا تذكر بطلك زوربا عندما يواجه الحياة برقصاته الساخرة من القدر والألم .
أنا
مازلت يا صديقي أتذكر كل كلماتك التي تخترق ذاكرتي دون سابق إنذار في كل اللحظات .
كما
وعدتك أني سوف أكون أقولها اليوم لك مرة أُخرى سوف أكون سوف نكون .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق