خارطة الدم الوطني
تتكرر
اليوم سلسة الاغتيالات السياسية على الساحة الوطنية كظاهرة صحية لانتكاسه الثورة
الشعبية وتشتت ربيع أهدافها بين التحول والصراع الطبقي والعائلي والقبلي وجر البلد
في حروب لا طائل لها وإغراقها في بحر من الدم .
فسيناريو
القتل المباح يتصدر كل يوم ما نشيت الصحف الحزبية والأهلية وواقع الثورة المُر
تحول إلى انقلاب على كل القيم التي خرج الشعب من أجل الخلاص منها كي يتم إفراغ
الثورة من محتواها ووضع العراقيل أمام أي تقدم محتمل على أرض الواقع حتى لا يفسد
أي مشاريع خاصة للمتحاملين على المشروع الوطني
فالذي
قتل جار الله عمر وماجد مرشد وإبراهيم الحمدي وعبد الفتاح إسماعيل ورفاقهم وكل
قادة الحركة الوطنية العِظام هم اليوم من يقود هذا المشروع التدميري ويقوض أي فرص
لإحلال الأمن والاستقرار في البلد وهم من يمارسون قوتهم في مواجهة مستمرة مع قادة
الوطن التنويريين الجدد.
قيادة
البلد تتحمل اليوم المسؤولية الكبيرة في هذا المنعطف التاريخي الخطير والهام الذي
تمر به وهي من تحدد المسار الآمن لعملية الحوار الوطني وإحلال الأمن في مناطق
الجنوب والشمال معا وكل هذا يتحقق في جيش
وطني حقيقي ولائه لله وللوطن أكبر من ولائه للأشخاص والشعارات الزائفة التي يتم
حقن قادتها بها كالسم القاتل في الجسد الوطني المريض .
اليمن
اليوم رصيده يتعاظم في القتل وبكل الأساليب البشعة والغير إنسانية وتتصاعد عمليات
النهب والفوضى الخلاقة على امتداد الوطن ونحن لا زلنا نردد شعار الحزب عاليا ونصدح
بمصالحنا في الوقت الذي يتم فيه جر الوطن إلى مربع اللا عودة في الاستقرار كي
تستمر إجهاض حالة الولادة المتعسرة للثورة والتي إن أنجبت سوف يخرج للوجود الوطني
طفل مشوه الملامح غير مكتمل الشخصية ومن أبرز ملامحه التطرف والتشدد في طرح الرؤى
والانحياز للعنف بقوة السلاح .
خارطة
الدم والنزيف الوطني تستمر وتستمر معها اغتيال أحلام الفقراء والبسطاء وملتصقي
الشوارع والمعوزين وانعدام سبل العيش الكريم ويستمر البكاء والقهر والظلم كوطن
يسكنه كل اليمنيين .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق