رِِحلة مع الذات


جدل تتخلله حالة من القتامة والتيه , غُروب مدوي , حالة من الإعياء , مخاض في تعسر حالة ولادة جديدة للغد , قلبي ما زال يحمل بقايا الجرح , وأنت من أعلنت حالة الاستيطان في ذاتي , أسئلة كثيرة تُحرك هذا الجمود ورأسي مُثقل بالهموم والحيرة معاً فلم أعد أعرف سر لمعادلات الشوق المكسورة .
أتحسس جانبي فلا وجود إلا للوريد المذبوح والشريان الممدد ولا يوجد مكان آمن للخاطر والذاكرة التي كانت وما زالت تؤرقني .
مرفأ الحُزن أضحى اليوم أكثر إبحارا , أغرورقت عيناي في مياه أكثر بروده , أحُاول مغالبه تعاسة الأيام والانتصار عليها لكن خاصرتي المدمية لم تعد تحتمل أكثر هزيمة , أكثر من موت علني .
شتائيات تستحضر بقايا الوجع , حروف الأصدقاء , زمن الطفولة كلها حاضرة دفعة واحدة أُقلبها على عجل وأستحضر شهادات زمن ولى وزمن أعيشة وقادم لا اعرف ملامحه وبين هذا الامتداد وطن يعشعش في داخلي وصوره للحبيب الأول وكوفيه خضراء لمعلمي وملابسي القديمة .
أمي , أبي , أخواني ,أصدقاء الطفولة كل ذلك جُرح مدمي وسط هذا الرماد العدمي , والعاصفة التي رمت بي بعيدا متناسيا كل ذاتي وقذفت بحلمي دون رحمه  ودون أن أرى حتى القمحة التي نبتت في حقل أبي .
ياااااه ما أفظع الحاضر ! كل شيء فيه مُخيف
الظروف ولقمة العيش والوطن والجرح والحبيب الغائب وأنت بين هذا وذاك عليك أن تقول كلمة الفصل الأخيرة دون خوف ودون رحمة , عليك أن تنتفض , أن تنتصر للظروف وتقتص من الفقر وتُحاكم عواطفك وتتغلب عليها وتضع حدا لكل ذلك وتبدءا رحله البحث الغير منتهية في طريق الحياة الشائك في كرحلة طويلة مع الذات .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ذاكرة لــ الحُزن والوجع لم يشأء لها القدر أن تنتهي ...!!!

انا لم اكبر ورفاقي الصغار بعد ...!!!

ماذا بعد ..........؟