صوت الوطن المخنوق
إهداء إلى
الرائع :
الأستاذ
ياسين سعيد نعمان
أنفاسي
اللاهثة وسط هذا الرُكام الإنساني تتبدد ويختفي صوتي وترتفع صوت الولاءات , أغصان
الوجع وأغاني الاستبداد وأنا الباحث عن
براءة اختراع تُعيد الولادة من جديد , الخُلود الذي ينتصر للخبز
لكن
الصِور الباهتة التي تطفو على ذاكرتي مستحضرة مسيرة متكاملة من التناقضات كحُزن
أسود مخلفة ورائها تأملات زمن جريح تُعيدني إلى ما قبل ولادة الجرح العظيمة , صوت
الوطن المخنوق .
موجات
الحزن والوجع السياسي والاقتصادي في حضرة وطن مُبعثر في أحضان جلاديه , فواجع
وكوارث تنمو وسط حُقول من الألغام تُسمم نسيم الصباح الذي انتظرناه طويلا وانتظرنا
معه رغيف خبزنا وافتقدنا به صوت الفلاحين , وصوت فيروز وهديل الحمام .
فوبيا
وسرطان مستشري في الجسد المترنح في انتظار السقوط الكلي .
لم نمت
يوما إلا وفي غِمدنا عذاب وصمت كبير وفي عيوننا الأسى المريب وبدر الضُحى الذي لم
يطلع , الليل الذي لم نرى نجومه سِواء الحُرقة لتاريخ مُلون يصنعه أغبياء ,
يضرِبون بقوة في الأعماق , يحُاصرون الورود , يمنعون طُلاب المستقبل في النشيد ,
فضاء من اليأس وبُحور من الصمت كبركان مكبوت وشيطان الخوف يصعد بجلبابه الفضفاض
وبأحزمته المفخخة بعطر الديناميت .
هل صرت
اليوم بلا مشروع , بلا وطن , بلا هوية
بِلا حلم جميل .
زمن
النقاء ولى بلا رجعة والأيادي البيضاء
تتساقط تِباعا وتتوالى مسلسلات الاغتيالات ويتم إفراغ الوطن من صوت المناديين
بتحريره , ومن قبضة اللاهوت ومن مشرط الرصاص .
أغنية
الوداع الأخير وآيات الحب والأمان , والخلاص لغات محتاجه إلى فك أضداد روح ثورتها
العشقية المسكونة بِروح الدم والتمرد .
جلال
غانم
jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق