أزمة كُتاب أم أزمة نشر


الكِتابة في الصحف والمواقع اليمنية يعد ضرب من الخيال فقبل أن تفكر في كتابة الحرف الأول عليك أن تعي و تحسب حسابك في اتجاهك الحزبي والطائفي والقبلي وهل أنت مع أو ضد وهل قلمك يخدم هذا التوجه حتى يتم القبول فيك لتدرك مقدر المأساة في هذا البلد والثمن الذي يدفعه المثقف والكاتب والتشظي والحرمان والصراع الذي ممكن أن يقع فيه .
معروف أن الكتابة عن الواقع ومحاولة نقده وتشريحه هي الوسيلة المثلى لتشخيص مشاكله وأمراضه ومحاولة مداواتها  .
 ما يحدث عندنا هي محاولة إعادة صراع القبيلة والحزب والطائفة بطُرق أكثر تطورا فتحولت هذه المواقع والصحف إلى مجرد بوق إعلامي بالرغم من كثرة تسمياتها وتعددها .
فالقارئ والمتابع لما يجري على الساحة الوطنية يصاب بالدهشة والحيرة معا ويتساءل هل فقدت صحافتنا مهنيتها في العمل الإعلامي الذي يُعول عليه في بناء الإنسان المعاصر أم أن الساحة الوطنية نفسها تعاني من أزمة كُتاب مهنيين ووطنيين ؟
وهل هذه الأزمة تُوسع من تعدد الكذب الإعلامي وتداول الخبر المضاد ؟
أسئلة كثيرة محتاجه إلى الإجابة عليها فلم يعد الضحية الكاتب صاحب النص بل أن الوطن يتم تصنيفه وفق هذه الأقلام التي توسع من الجُرح المدمي أصلاً .
نحن في بلد عزٌت علينا العيش فيها وأصبح البؤس في مناحي حياتنا شيء لا يطاق ولم نعُد نستطيع التنفس ونبوح بجُرحنا أكثر .
سئمنا من التنديدات التي يطلقها رؤساء ومدراء الصحف والوسائل الإعلامية لحالات الفرم والاضطهاد التي يتعرض لها الكاتب كل يوم فقط هو من يدفع ثمن حبره النازف وهم بدورهم يقولون له بوركت يا لك من وطني غيور .
أنت وحدك من يدفع أشلاء وضحايا قلبك الذي يخفق بالحرية
أنت وأنت وأنت
وأنت من يسقط دمعة قهرك
وأنت من تبتلع لسانك خوفا فقدانها
أنت في اليمن
أنت في الطريق إلى تعاستك الوطنية الدائمة

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين