الدانَع يُعانق شهوة العيد


نور الصباح النقي يبدءا في التسلل إلى قلبي معلنا بداية للعيد وأنا ما زلت ذلك المهووس , أُفتش في ذاكرتي عن جبل الدانع* ذلك الجبل البراق والصامد-  بشموخه وقوته كجبل قاسيون السوري وجبل الشيخ الذي تغنت به السيدة فيروز -  في وجه السنين والمكلل بالندى والضباب وبنكهة عشقيه خالصة كنسمة تُعانق بشجنها وحنينها صفحات أيامنا كملاذ للخروج من عبث الأمكنة التي تتساقط فيها أحلامنا وتتوه بين السطور الباليه بعيون دامعة .
تتوالى لحظات الفرح سريعة وتتسرب بين الفصول وتذوب بسرعة جارفة قبل أن نشتم رائحة الربيع والورود كركام خريفي في الذاكرة مخلفة ورائها بُضع من فرح صعب وحطام لكائنات ما زالت تنمو في أذهاننا وتتمدد كتمرد على الشقاء والحرمان ودوارة المجتمع القميء .
فكم تترك هذه اللحظات أنفاسنا اللاهثة في حالة إعياء فتتضاعف لحظات الفرح والشجن في داخلنا لكل من نحب فنحاول أن نكتب بعض الحروف كي نشفى من هذه الحالة العشقيه المتدفقة في عنفوانها .
فنصاب بالاضطراب تارة ونموت دون كتابه هذه الحروف تارة أخرى غير أن الوجدان يضل حاضرا وبكل قوة معلنا بداية للحب ويفتح قنوات جديدة للتدفق والحنين فيضل هذا المشهد الفريد يحُز في ذاكرتي كتلمُس لعاطفتي الحميميه التي أحتمي بها في مواجهة برود الأيام وشقاء السنين .

*جبل الدانع : أشهر وأعلى جبال منطقة المزاحن محافظة إب

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين