إشكاليه الفكر العربي وثقافة الحاكم


إن نقد الفكر العربي - بتياراته العامة دون النظر إلى النخب الفكرية باعتبارها مصدر هذا الفكر بل المقصود تلك التي تندرج في إطارها النخب وغير النخب المثقفة فكريا وسياسيا كفكر عمومي غير قابل للاختيار والتحديد - لن يتحقق فقط بالنضال الثقافي وأحيانا السياسي بل بمحددات ومصفوفات وطنية واسعة .
من هذه المعطى والطرح يمكننا تحديد الإشكاليات في الفكر العربي بتعطيل دور الفرد المثقف وعدم إيجاد قيمته ودورة في النهوض بثقافته التي تخدم هذا الفكر وتحدد مسبباته في التداخل المجتمعي متخذة من أساليب الجزم في الرأي نتيجة في الصح والخطاء والسلب والإيجاب دون إيجاد قيمة لبقية العناصر التي تندرج ضمن هذا الإطار ودون النقد والتحليل للعقل والوعي الذي تعثر بدورة في إيجاد مجتمعات قادرة على الإنتاج الفكري والسياسي والاقتصادي وفكرة التعايش وتطوير البُنى المدنية وتغذية الاختلاف كمصدر للإدراك وراء هذه الأخطاء التي جذٌرت من دور الفرد الحاكم كمصدر للإلهام بالأفكار الجاهزة والمعلبة والتي تنتهي بانتهاء الظرف الزمني والمكاني متخذة من وضعية الحاكم سبب لبقاء هذه الفكرة أو موتها فالربط بين مسألة أبعاد السلطة وتحقيق الغرض الذي يساير نظامها ويعد هذا الفكر والثقافة المنتجة لهذا الفكر حاملا ومنتجا للمعرفة المنتقصة دون أن يلعب الدور الحقيقي في عملية التغيير .
فأي فكر مصدرة التخلف والأنظمة الغير قادرة على حماية ثقافة وتراث شعوبها وشخصيتها التاريخية يسقط تحت تأثير عوامل الخوف والإجهاض والتململ وعدم إيجاد المكانة الفاعلة له وسط هذه المجتمعات .
فتتسارع وتختلط طُرق النقد لهذا الفكر وتتحول إلى مصدر بل مصادر للاتهام والشتم دون التفرقة بين هذين الخيارين فهذا الخلط والتسرع والارتجال وعدم تقييم الأمور والأفكار خير دليل على تراجع هذا الفكر وعدم تغلغله في عقلية المجتمع .

جلال غانم

Jalal_helali@hotmail.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

26سبتمبر ... الثورة التي تعثرت فينا

شوارع وغربة ، امنيات وسفر

عدن المدينة التي تفتح ذراعيها للعابرين