المهاجر اليمني !!! أبجديات وطنية لا تموت
الحقيقة
عندما تُكتب عارية فإنها تحمل كثيرا من الوجع
ونصلات من الألم خاصة عندما تطرح قضية المهاجر اليمني من خارج أسوار الحدود
على طاولة النقاش وعلى حائط وجدار الذكريات كحد أدنى لتذكر الساسة بويلات مواطنيهم
في المنفى ولتكتب الفصول الأولى من الأنين والمعاناة والتوحد وأعوام من الكلمات ربما
لتختصر أبجديات من الصمت وتزيح الستار عن ما يعانيه من ويلات الغياب وأزمات البعد
والتشظي كأمل في إعادة دورته الدموية إلى
الحضور وإنعاش قلبه في الإخفاق أكثر ! ولتختصر جسور من بعد المسافات ومئات
الكيلومترات من الحنين ولتشيل عن كاهله ونضاله المختلط بالعرق والكفاح بعض من
قيمته الإنسانية الموزعة في مُدن الشتات بعد أن ترك كل شيء في وطنه وولى طافحا يبحث
عن لقمة عيش عزت عليه وأبت أن يجدها في وطنه ليعيد قراءاته الأولى وتمتماتة في
الصمت والابتسامة الحارقة التي تضج بالوجع والحنين لوطن يسكنه قلبا وحنينا وذاكرة
.
فتشتعل أبجدية
حروفه وتزرع فيه ما تيسر من الدموع على
خاصرة الغياب والحنين والعشق والشجن لبلد يكتبه بحروف الخريف ويزرع سنابل عباراته
الخضراء في صيف ماطر فتتوزع الأيام والسنين مغامراته و تتقاسمها محطات القطارات والباصات
في بلدان ضاقت ذرعاً بالمهاجرين .
طفح
الكيل يزداد عندما يتحول اليمني من مهاجر إلى مُهجر خارج دائرة حسابات الساسة
وسارقي المال العام
فمهجري
1948م من قبل الصهاينة على الأقل يحضون بالاحترام والدعم والمتابعة خارج بلدهم الأم
فلسطين وقضيتهم قضية إنسانية بامتياز أما في اليمن مجرد خروج المواطن المنتقصة
هويته من الحدود يتحول إلى هارب من منفي إلى
منفى آخر قسرا دون أي رعاية تُُذكر من قبل السلك الدبلوماسي والقنصليات العاملة
خارج البلد .
تظل يا يمن
رغم قهرك اسم يجتاح كياني بالرغم من أشرعتي الممزقة وسفني التي أرست بعبابها خارج
سطورك الواسعة .
فتباً
لكل من يقتل أحلامنا المُثقلة بهموم المنفى في أزمنة عز فيها الضوء وأمكنة ما عاد
فيها إلا للوجع المساحات الكبرى في الجسم .
هكذا هو
حالنا وهكذا تصير النهايات شبيهة بالبدايات وهكذا وهكذا تظل رواياتنا تُسرد بلا مقدمات
وهكذا هو الوطن يُحكَم بلا ضمير وهكذا نكتب وهكذا نحيا ونموت .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق