التطرف والمُعتقد المأزوم
إن النظرية
المقبولة في تنمية الأفكار المستقلة والمعتدلة
ودعم مشروعها البنٌاء كعامل إحداث تساوي
في العمل المشترك العام والمتكامل تؤدي إلى زرع قيم الحوار والتصالح والتعايش والاتفاق
على آلية المصير والعمل المشترك كخروج عن الحلقة المفرغة والدائرة الضيقة في الشحن
الخاطئ وقتل الفكرة قبل أن ترى النور .
فمجتمعاتنا
تُعاني من التطرف بشقية اليميني والديني
وكذلك القصور الفكري كآفة ملازمة لمراحل نموه وتراجعه وإيقاع حياته المتأزمة بين
ثقافة( ضد ومع ) التي باتت تؤسس لمرحلة جديدة ودخيلة على الإنسان والتي تحيا بموت
الآخر(فكرة وثقافة ولون وعقيدة) وعدميته وتزدهر بعوامل التفكك والانحسار لطبيعة
المجتمع وتُكرس مفهوم الاختلاف وتوسيع الهوة في ظل ظروف التناقض الحاصلة كإلغاء
لمفهوم التفاهم والاتفاق والحوار وكذلك إلغاء الروح الايجابية كقيمة أخلاقية في
التسامح والعيش تحت تكيف ظروف القانون وعوامل التنشئة الوطنية والتربية الإسلامية
التي باتت مجتزئة ومختزلة وضيقة الاستيعاب والفهم من قبل بعض الفئات والجماعات
التي تتستر برداء الدين وتنشر سمومها وفكرها الذي يتنامى يوم بعد آخر ويتنامى فيهم
الحقد والكراهية أكثر إلى درجات الترويع والقتل الفردي والجماعي بإسم القضية والنُصرة والدفاع
عن المعتقد المأزوم .
وهذا
التطرف يعتبر منافي لقيم المجتمع في الضلع ومختلف في الاتجاه مع الفكر المعتدل بل
يلغيه في أحيان كثيرة ويقتله ويجهض كل المحاولات التي من شانها إعادة ترميم البيت
الداخلي الذي بداء يصدءا ويتفتت ويتحلل إلى فطريات وجزيئات صغيرة كإفرازات مرحلية لهذا
التطرف والمُعتقد المأزوم والحركات الغير مقبولة جمله وتفصيلاً في عمليات البناء
المجتمعي السليم .
جلال
غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق