اعلام 7 يوليو تظليل وطني مستمر
الاستثمار
في مجال الكلمة واسع في المجتمعات التي تعرف قيمة الرسالة الوطنية والإعلامية خاصة
إذا ما كان هذا الاستثمار إيجابي وحيادي يخدم مسار القضايا الوطنية ويفتح آفاق
أوسع من العمل الدءوب والتنافس الشريف في إعلاء صوت الوطن والقانون وصوت المؤسسة
الوطنية ولرفع حالات الظلم وإيصال صوت المواطن المظلوم والمقهور دون أي مزايدات
حزبية ودون انتقائية في طرح المواضيع تحاشياً لخروجه عن مساره الصحيح .
في
اليمن للأسف استغلال الكلمة بدلا من استثمارها هو المعنى السائد في تناول كل
القضايا وتجييرها لطرف المستغل إعلاء لصوت الفرد على القيمة العادلة للكلمة
فانتشرت الأبواق الإعلامية بشكل غير محدود خاصة بعد حرب صيف 94كخدمة لمراكز القوى
العسكرية والمدنية الفاسدة والانتهازية استكمال لمشاريع الاستغلال والاستثمار
الشخصي في قضايا البلد والتمترس وراء الكلمة والحشد الإعلامي من اجل التبرير والدفاع عن ما في جيوبهم من
الغنائم التي كسبوها في حرب غير مشروعة في كل القوانين الدولية وامتصاص حالات
الغضب الشعبي والغليان الساخن في الشارع الذي يهدد بالإطاحة بهذه المحميات القبلية
والصنميه .
ومن هذا
الاعلام ما يسمى ( اعلام 7 يوليو ) بكل اتجاهاته وتفرعاته والذي يبرر مشروعية
بقائه بالثورة تارة كطرف ثوري ووطني لا يعلى عليه والدفاع عن مشروعية الوحدة
والشرعية الدستورية كطرف ثاني متمسك ببقائه بالسلطة حسب بنود المبادرة الخليجية
.
حلفين
متصارعين ونفوذ واسع يخافون أن يخسروه إن قامت ثورة على الحق تقصيهم من مواقعهم
وتنصف المتضريين من آثار حرب يوليو الظالمة .
يمارسون
لعبة القط والفأر على الشعب تحت كل المسميات التي تحفظ لهم مكانتهم وتوسع من
نفوذهم وتقودهم إلى منصات الحكم من جديد كــــ عابثين بحلم الناس وغير مبالين أن
الشعب في الشمال والجنوب قد خرج عن نومه الشتوي وبات يستوعب ما يدور من حوله ويعرف
أن هؤلاء لن يقدموا لليمن أكثر من ما سلبوه طيلة بقائهم في السلطة ومؤسسات الدولة
.
ليظل الشعب متمسك بما قاله الكاتب باولو
كويلو (لا تحاول أن تكون شجاعاً حين يكفي أن تكون ذكياً ) .
جلال غانم
Jalal_helali@hotmail.com
تعليقات
إرسال تعليق